السبت، 26 أبريل 2014

تكنولوجيا التعليم (عناصرها ,مكوناتها , دواعيها ، ودورها في التكيف مع مستجدات التربية )




تكنولوجيا التعليم
(عناصرها ,مكوناتها , دواعيها ، ودورها في التكيف مع مستجدات التربية )




تعريف تكنولوجيا التعليم

باتت تكنولوجيا التعليم علما مستقلا له أصوله و أسسه التي يستند إليها ولم يعد هناك خلط بين تكنولوجيا التعليم والوسائل التعليمية التي اعتبرهما البعض مترادفين حيث تعتبر الوسائل التعليمية منظومة فرعية من منظومة تكنولوجيا التعليم بعد الاعتماد على مدخل النظم وتمثل الوسائل التعليمية الجانب التطبيقي لتكنولوجيا التعليم.

وتضم منظومة تكنولوجيا التعليم مكونات متعددة ومتكاملة بينها علاقات تأثير وتأثر لتحقيق أهداف هذه المنظومة وهذه المكونات هي :

العنصر البشري, العنصر المادي ,الأهداف ,المحتوى , الآلات والمواد التعليمية , الإستراتيجيات التعليمية والتقويم .





ما اهم عنصر من مقومات منظومة تكنولوجيا التعليم ؟؟؟؟
العنصر البشري





















أن التقنية آتية لا محالة فهي اقتحاميه تفرض نفسها على كل مناشط الحياة ومنها المجال التعليمي فهناك أنماط كثيرة من التعليم والتعلم لم تكن متاحة من قبل ظهرت مواكبة لتكنولوجيا التعليم، فلم يكن للتعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني وغيرهما من قائمة بمعزل عن التكنولوجيا وتطبيقاتها .


ومجمل  القول فإن هناك عدة دواعي ومبررات تحتم ضرورة الاهتمام بتقنيات التعليم وتطبيقاتها في العملية التعليمية توضح فيما يلي :




دواعي ومبررات تحتم ضرورة الاهتمام بتقنيات التعليم وتطبيقاتها في العملية التعليمية:


1- مواكبة النظام العالمي الجديد:

إن مواكبة النظام العالمي الجديد الذي بات العالم في ظله كقرية صغيرة يمكن لأي فرد أن يجوب أرجائها عبر قنوات الاتصال الحديثة تمثل مبرراً قوياً وداعياً من دواعي الاهتمام بتقنيات التعليم في أي نظام تعليمي الأمر الذي يتيح للمتعلمين الانخراط في هذا النظام .كما أن طبيعة النظام العالمي الجديد تجعل من الصعب وضع حدود وقيود بين المجتمعات ،وتجعل الغلبة والتفوق لمجتمع على آخر بقدر ما يمتلكه من سبل التقدم العلمي والتكنولوجي في جميع مناشط الحياة بما فيها نظم التعليم، ومن ثم فإن السبيل الوحيد لأفراد مجتمعاتنا العربية  هو ضرورة الاهتمام بالتكنولوجيا عموما وتكنولوجيا التعليم على وجه الخصوص لكي يكون لهم موقعا على خريطة ذلك النظام الجديد وينادي النظام العالمي الجديد بتطبيق معايير الجودة والاعتماد في كل المجالات بما فيها مجلل التعليم ،حيث يعد الاهتمام بتكنولوجيا التعليم أحد أهم معايير الجودة لأية مؤسسة تعليمية.


3- تسارع عجلة التكنولوجيا:

إن عجلة التقدم التكنولوجي تسير بسرعة مذهلة تصل إلى حد الطفرة  أحياناً ،وإلى حد الثورة غالباً ، وعلى أفراد المجتمعات مواكبة هذا التسارع وملاحقته ، وهذا مبرر من  أهم مبررات الاهتمام بتكنولوجيا التعليم وضرورة الأخذ بها في جميع نظمنا التعليمية.



2- مسايرة لغة التكنولوجيا:

إن اللغة السائدة  في عصرنا الحالي هي لغة التكنولوجيا ،ولا مكان لأي مجتمع أو أي فرد يفتقد مقومات تلك اللغة ، وما من سبيل لاكتساب مفردات لغة التكنولوجيا وفهم رموزها ومدلولاتها إلا من خلال نظم تعليمية تهتم بتكنولوجيا التعليم بالمستوى المطلوب.



5-إنسانية التكنولوجيا:


التكنولوجيا منشط إنساني بالدرجة الأولى ،فحاجة الإنسان هي التي تدفعه للاختراع ،ومن ثم الوصول إلى تطبيقات تكنولوجية تفيدة وتفيد غيره من البشر في مراحل حياتهم  وإعمارهم لهذا الكون. وهذا يعني أن التكنولوجيا أنشطة يقوم بها الإنسان وهي في الوقت ذاته موجهة لخدمة هذا الإنسان وحل مشكلاته ،وزيادة رفاهيته وعلى ذلك فإن الطبيعة الإنسانية للتكنولوجيا تدعو كافة النظم التعليمية للاهتمام بتكنولوجيا التعليم كأحد أهم مجالات التكنولوجيا  بصفة عامة.



4 – تراكميـــــــــــــــــــة التكنولوجيـــــــــــــا :


من المنطق أنه كلما تسارعت عجلة التكنولوجيا ،كلما زاد معها الاكتشافات والابتكارات التكنولوجية ،ومن ثم تتضاعف هذه الاكتشافات وتلك الابتكارات أضعافاً كثيرة خلال فترات زمنية وجيزة ،الأمر الذي يؤدي إلى بناء تراكمي كبير للتكنولوجيا ،ولا يمكن للفرد العادي ان يلم بجوانب وعناصر هذا البناء ،وأن يعرف مراحل تطوره ما لم تكن نظم تعليمه تهتم بتكنولوجيا التعليم وتطبيقاتها المتنوعة بالمستوى المطلوب.




6-اجتماعية التكنولوجيا:


 التكنولوجيا لا تعمل بعيداً عن المجتمع ،بل لا يمكن عزلها عن تطلعات واحتياجات ومعايير وقيم وأخلاقيات وأعراف المجتمع فمن المفترض أن تكون التكنولوجيا تلبي حاجات المجتمع فتساعد على رفاهية أفراده لكي يحيون حياة كريمة ، وإذا كانت التكنولوجيا منشط إنساني فهي بالضرورة منشط اجتماعي يتيح لأفراد المجتمع أعلى درجات التفاعل الاجتماعي ،ومن ثم تحقيق النفع والفائدة لمجتمعاتهم .وفي المقابل حينما يكون منطلق التكنولوجيا هو التركيز على درجات ورغبات مجتمع ما ،فإن ذلك لا يمكن دون الانطلاق من رغبات وحاجات وخصائص أفراد هذا المجتمع .
وإذا كان المجتمع بكل فئاته ومؤسساته يقدم كل أشكال الدعم لعلماء وخبراء التقنية للوصول إلى مزيد من التطبيقات التكنولوجية ، فإن هؤلاء العلماء والخبراء بالتالي لا يحتفظون بكشوفهم واختراعاتهم التقنية لأنفسهم بل يوجهونها لخدمة كافة أفراد المجتمع ، من أجل ذلك لابد لنظم التعليم من الاهتمام بتكنولوجيا التعليم بالمستوى الذي يحقق أقصى استفادة .



7- اقتحاميه التكنولوجيا


للتكنولوجيا طبيعة اقتحاميه , فهي تقتحم المجتمعات اقتحاماً ليس بالضرورة في إجراءاتها , ومراكز ومؤسسات ممارستها كلن في نتائجها فالتكنولوجيا مثلاً تفرض نفسها على كل المجتمعات سواء كانت هذه المجتمعات في حاجة إليها , أو لم تكن في حاجة إليها , ويرجع سبب ذلك إلى أن التكنولوجيا تقدم للمستهلك تطبيقات تحقق له المزيد من الخدمات , مما ينعكس عليه بمزيد من الرفاهية , وبالتالي فهو في سعي مستمر لاقتناء ما يستجد منها رغبة منه في بلوغ أقصى درجات الرفاهية .
ومجمل القول فإن التكنولوجيا تقتحم حياة الإنسان اقتحاماً شاء ذلك أو لم يشأ , لذا فإن الأمر يحتم ضرورة اهتمام النظم التعليمية الموجهة لهذا الإنسان بالتكنولوجيا عموماً وتكنولوجيا التعليم على وجه الخصوص بالمستوى الذي يكفي لتوافقه وانسجامه مع مجريات العصر .



9- الرغبة في التطوير المستمر للعملية التعليمية :

من أهم مبررات الاهتمام بتكنولوجيا التعليم رغبة القائمين على نظم التعليم في التطوير المستمر لتلك النظم بكافة عناصرها ومكوناتها فاستحداث طرق وأساليب جديدة للتعليم والتعلم كالتعلم الذاتي , والتعلم عن بعد , والتعلم الإلكتروني .. إلخ يستلزم تطوير المعلم والمتعلم وخبرات التعليم والتعلم وكذلك البيئة التعليمية تكنولوجيا بالمستوى الذي يتيح لتلك العناصر التناغم فيما بينها لتحقيق أهداف المنظومة .



8- تفاقم بعض مشكلات التعليم :


تعاني بعض المجتمعات من تفاقم بعض المشكلات في نظمها التعليمية كنقص المعلمين الأكفاء في بعض التخصصات , وارتفاع كثافة المتعلمين في الفصول الدراسية , ومشكلة الفروق الفردية فيما بينهم , وانخفاض مستوى الكفاءة التعليمية , الأمر الذي يستلزم إيجاد حلول لتلك المشكلات , ومن ثم يدعو تلك النظم التعليمية بالاهتمام بتكنولوجيا التعليم وتطبيقاتها للمساعدة في حل مشكلاتها .



10- تأصيل التربية التكنولوجية لأفراد المجتمع :

من المبررات التي تدعو مؤسسات التعليم للاهتمام بتكنولوجيا التعليم أيضاً الرغبة في تأصل أسس التربية التكنولوجية لدى أفراد المجتمع , وتعريف هؤلاء الأفراد بحدود التكنولوجيا ومزاياها وعيوبها وحدودها الأخلاقية التي لا يجب تجاوزها , ومن ثم تعريف المتعلمين بكل حديث ومستحدث من التطبيقات التكنولوجية , واستخدامات كل منها الإيجابية وتشجيعهم عليها والاستخدامات السلبية وتحذيرهم منها .




وعلى ضوء تلك الدواعي والمبررات يمكن إيجاز وظائف تكنولوجيا التعليم في أنها :

·       تساعد في مواكبة المؤسسات التعليمية للنظام العالمي الجديد .
·       تسهم في رفع مستوى جودة النظم التعليمية .
·       تؤدي إلى تطوير كفاءة المعلم وتطوير مستوى أدائه .
·       تدعم خبرات التعليم والتعلم في المناهج التعليمية .
·       تزيد إيجابية المعلم في المواقف التعليمية .
·       تزيد فهم المعلم لإجراءات التدريس واستراتيجياته .
·       تدعم طرق واستراتيجيات جديدة للتعليم والتعلم .
·       تربط بين الجانب النظري والجانب التطبيقي .
·       تسهم في حل بعض مشكلات النظم التعليمية .

·       تزيد فرص التعليم المستمر والتعليم غير النظامي .
·       تفتح آفاق التعليم لمن فاتتهم فرص التعليم النظامي .
·       تتيح التعامل بفعالية مع الأعداد الكبيرة من المتعلمين .
·       تضفي متعة وتشويقاً على العملية التعليمية .
·       تزيد من مستوى التفاعل بين المعلم والمتعلم وخبرات التعليم والتعلم .
·       تسهم في تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو التكنولوجيا والمشتغلين بها .
·       تسهم في تحقيق الرفاهية في عمليتي التعليم والتعلم .
·       تساعد في تأصل المفهوم المنظومي للتعليم .
·       تتيح للعنصر البشري التدرب على اكتساب مهارات التصميم والإنتاج والتقويم .




دور تقنيات التعليم في التكيف مع مستجدات التربية

من المعلوم أن التربية تتغير بتغير الزمان والمكان ومن ثم تأتي التربية كل يوم بجديد وكل جديد في التربية يستلزم التكيف لاستيعابه ومواجهته وقد قامت تكنولوجيا التعليم بدور مهم في التكيف مع متغيرات التربية على مر العصور فحين كان التعلم يفسر بأنه ارتباط شرطي بين مثير واستجابة قدمت تكنولوجيا التعليم مبدأ دافعية المتعلم كشرط لحدوث التعلم وحين كان التعلم يفسر كاشتراط إجرائي بين مثير واستجابة قدمت تكنولوجيا التعليم ، التعلم البرنامجي والآلات التعليمية وحين كان التعلم يفسر وفقاً للنظرية السلوكية قدمت تكنولوجيا التعليم العديد من فنيات واستراتيجيات إكساب أنماط السلوك المرغوب وتعديل أنماط السلوك غير المرغوب وحين كان يفسر التعلم وفقاً للنظرية البنائية قدمت تكنولوجيا التعليم العديد من استراتيجيات ونماذج التعليم البنائي التي تتيح للمتعلم بناء خبراته بنفسه على ضوء ما لديه من خبرات سابقة وتتيح له تعديل ما بحوزته من خبرات سابقة خاطئة على ضوء ما اكتسبه من خبرات لاحقة ... وهكذا .


وحين كانت التربية تركز على المعلومات كهدف لها قدمت تكنولوجيا التعليم آنذاك طرق للتعليم والتعلم التلقيني التي تسمح بنقل واستقبال أكبر قدر ممكن من المعلومات بين المعلم والمتعلم كتطبيق مباشر على ذلك.

وحين كانت التربية تركز على عمليات البحث وتعليم المتعلم كيف يتعلم قدمت تكنولوجيا التعليم طرقاً للتعليم والتعلم التي تركز على إيجابية المتعلم كحل المشكلات والتعلم بالاكتشاف والطريقة المعملية والتعلم الذاتي وغيرها.

وحين بدأت التربية تأخذ بنظرية الاتصال قدمت تكنولوجيا التعليم العديد من نماذج الاتصال التعليمي التي تحقق أقصى تفاعل بين المرسل والمستقبل حول الرسالة التعليمية.

وحين لاح في أفق التربية ملامح التطوير الإلكتروني قدمت تكنولوجيا التعليم أنماطاً عديدة للتعليم والتعلم كالوسائط التعليمية المتعددة والفيديو التفاعلي والوسائط الفائقة والتعليم الإلكتروني والفصول الافتراضية .. إلخ .

وهكذا فإن كل تغيير يحدث في مجال التربية تسعى تكنولوجيا التعليم بالتكيف معه.








هناك تعليق واحد: